الجزء 1

بدأت قصتي بزواجي من ابن عمي الذي حينما تقدم لطلب يدي وافق عليه قلبي قبل لساني , لم لا وابن عمي هو مثال الشاب الذي تتمناه كل فتاة , أخلاق وعلم وشهامة ورجولة , باختصار كان يحمل كل صفات فارس الأحلام لكل فتاة , وهكذا تم زواجنا وبدأتُ مع زوجي حياة سعيدة , كأنها حكايات ألف ليلة وليلة ، كانت حياتنا هادئة يكتنفها صدق المشاعر والوفاء والإستقرار ، وكان لزوجي شقيقة وحيدة , تقيم مع زوجها في مدينة أخرى , وقد تعود زوجي على قضاء أيام العيد معها ، لأن أيام العيد هي فرصته الوحيدة لملاقاتها وقضاء أيام معها ومع أطفالها لما يكنه لهم من حب كبير في قلبه

لذالك ذهبنا لقضاء أول عيد بعد زواجنا لدى أخته , وكانت لأخته صديقة مقربة منها كانت لا تفارقها فعرفتني بها , وللحق كانت فتاة ظريفة ومرحة , دخلت قلبي وسعدت بها من اول لقاء , وشعرت بأن هناك شيئاً ما يشدني اليها .. , وهكذا عُدنا بعد ان أمضينا أيام العيد , لتعود أيامنا الهادئة بالرومانسية , فما كنا نحسه من صدق مشاعر يفسح المجال للإحساس بقيمة مشاعرنا .. إلا ان موضوع الإنجاب كان هو الشوكة الكبيرة التي ظهرت على وردة الحب التي منحها الله لنا
مر علينا عام ولا جديد , وذات يوم طلب مني زوجي ان نذهب الى طبيب لمعرفة سبب تأخرنا عن الإنجاب , وقال لي إنها مجرد خطوة للإطمئنان لا أكـثر , ولم أُمانع فأنا كل ما أرجوه هو إسعاده بإنجاب طفل يزيد حياتنا ارتباطا ويوثق من علاقتنا , وليتنا لم نفعل فقد كانت تنتظرنا صدمة كبرى عند الطبيب , صدمة أخذت مني الأماني وسرقت من روحي الإشراق ..!
فقد قالها الطبيب بل ألقاها كالقنبلة ( لن تستطيعو الإنجاب..!) وكانت - مهزلة حياتي - ان العيب مني أنا ..؟! وان نسبة حملي هي والعدم سواء ..!! فـ دارت بي الدنيا ، وأحسست أنني كالأرض البور , او كشجرة لا حياة فيها ..!
رددتها جهرا وسرا ووصلت حد الموت ولكنه القضاء والقدر، ولا راد لمشيئة الله كما قال زوجي الذي خفف من حزني وألمي بموقفه النبيل , فقد كان أكثر حزنا مني علَي .. كانت ملامح الحزن تظهر على أسارير وجهه كل ليلة , رغم أنه يجاهد في مداراة ذالك ، كان يقول لي انني طفلته لا يريد من هذه الحياة سواها , وسوى العيش بقربها ، وأن الذرية ليست كل شئ , كان يردد هذه العبارات دائما على مسامعي في كل مناسبة
ولكن كان يجب ان لا أكون انا أنانية .. لا .. فالحب تضحية لن يقف حبي حائلا بينه وبين تحقيق حلم حياته , يجب أن يكون له أولاد يسعدونه ويعينونه ، فالسعادة هي أن ترى من تحبه سعيدا , وعزمت أمري وذات ليلة فاتحته في ضرورة زواجه بأخرى لتنجب له , ولم أتوقف لحظة عن التفكير في هذا الموضوع , فمن حق زوجي الإحساس بالأبوة ومن واجبي مساعدته ولو على حساب عواطفي وأحاسيسي , ولكن كان رده رفضاً مطلقا للفكرة كلما طرحتها عليه ، وطلب مني الا أناقشه في هذا الموضوع مرة أخرى ، فـ سكتُ ولم أحادث زوجي في هذا الموضوع بعدها كما وعدته

Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire